شريط الأخبار

الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

الرجولة أم الموقف... ؟؟!!

سؤال دار في خاطري : من يصنع الآخر .. الرجولة أم الموقف ؟ هل الرجولة بصفاتها ومعاييرها ومكتسباتها لدى الإنسان هي التي تكسب الموقف أهميته وقيمته وتحدد معالمه ؟ أم أن الموقف هو الذي يشكل الشخصية الرجولية ويزيد الفرد صلابة وصموداً على مر الأيام ، وما كان لهذه الصفات أن تظهر لولا هذه المواقف ؟ ولم تستغرق الإجابة كثير وقت ولا عميق تفكير حيث هناك علاقة وثيقة بين الموقف والرجولة ، فمن الممكن أن يصنع الموقف رجلاً بمعنى فيسجل اسمه بحروف من نور في تاريخ أمته ، ويبدو ذلك جلياً في صورة الحرب على غزة الآن التي أوجدت في أهلها رجولة منقطعة النظير والشبيه لدى الطفل والشاب الفلسطيني الذي وقف بصمود وتحد من خلال حجارته البسيطة وصواريخهم اليدوية أمام دبابات ومدرعات وقذائف العدو يضرب المثل لرجولة مبكرة نجح فيها الموقف أن يوجد رجلاً فريداً من نوعه يحمل من الشموخ والعزة والكرامة ما يؤهله ليحمل لقب " رجل بمعنى الكلمة " . ومن الممكن أيضاً أن الرجولة هي التي تصنع الموقف من خلال تعامل الإنسان مع الحدث تعاملاً جاداً حازماً تنعكس نتائجه بمصداقية شديدة لتؤكد معايير الرجولة مثلما فعل سلطان العلماء " العز بن عبد السلام " في فتواه الجريئة ببيع أمراء المماليك وصنع من ذلك موقفاً رجولياً يقف علماء الأمة الآن أمامه مبهورين من جرأته في الحق حيث لم يخش في الله تعالى لومة لائم ومثلما تفعل شعوب العالم الآن من تكاتف مع إخوانهم في غزة الصمود والتحدي. وهذا يدفعني إلى عرض سؤال آخر أكثر عمقاً وهو : هل من الممكن أن يوجد الموقف ولا يوجد الرجل الذي يتعامل معه ويتحمل مسؤوليته على عاتقه ؟ وبحسرة وجدتني أجيب " نعم " فما أكثر المواقف التي تتعرض لها هذه الأمة في كل بقاع الأرض تعرض نفسها واضحة جلية في صورة انتهاكات واستغلال خيرات وضياع حقوق وهدر كرامة وسفك دماء ، والموقف الواحد منها كفيل بأن يحرك الساكن ويوقظ النائم ويستثير الخامل ، فما بالك بها مجتمعه تستصرخ ذكور هذه الأمة ممن ينبغي أن يكونوا رجالاً ويكفوا عنها الأذى ويكونوا بلسماً لهمومها وآلامها ودواءً لأوجاعها وأمراضها وسيفاً على أعدائها .. فلا تجد إلا مستسلماً أو مطبعاً أو متآمراً ، وكل همهم أن يحافظوا على عروشهم وكروشهم أو يدافعوا عن الصديق أو خارطة الطريق ، وكم من موقف مر عليهم كان من الممكن أن يثبتوا فيه رجولتهم ويستروا عورتهم وما من مجيب . وإذ بدمعة تنحدر على خدي تستعطف الله تعالى وتتوسل إليه أن يهيئ لمواقف هذه الأمة المستضعفة رجالاً أمثال السلطان عبد الحميد الثاني والمعتصم وصلاح الدين ... فهل من رجل يقتفى أثرهم ؟؟!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق